ثورة على منظومة العمران
بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي معهم …. لكن بالتأكيد كان لهم دور مؤثر:
— كل من قاطع المنتج الأمريكي (الكوكا كولا مثلا) عندما قامت امريكا بغزوها للعراق
— كل من قاطع ستاربكس لمجرد العلم أو الاستماع الى انه يدعم حركة ضد انتفاضة فلسطين
— كل من قاطع المنتجات الدانماركية بعد الرسومات المسيئة للرسول
فلماذا لا نقاطع المنظومة المؤدية الى عمران فاسد???
لقد كنا قبل الثورة نلوم الحكومة ونلوم الوزارة ونلوم الجامعة ….. ولكني اجد بعد الثورة ان القائمين على العمران كلهم مشاركين في ما يؤدي الى هذا العمران وأن التغير)أو البدء في التغير) يكاد يكون صفر
اعتبر نفسي من متوسطي الالتزام بالعمل العام وفي الجمعيات المختلفة الخاصة بالعمران …..وأعيتني جدا معركة تطوير منظومة العمران في مصر وسلبت مني النوم وبدأت اتساءل… هل هناك زملاء اخرين مهمومين بقضية العمران ام انها حرفة تدر دخل شهري فقط …. أنا واثق ان هناك من يشاركوني هذا التحدي ….
— أنادي الأستاذ الجامعي الذي لا يمل من انتقاد منظومة التعليم أن يبدأ بنفسه
— أنادي زميلي الذي يرتزق من الاسكان الميسر أن يكف حالا عن المشاركة في بناء مساكن رخيصة لا تحقق ادمية أخوه المواطن
— أنادي القائمين على انتاج مخططات عمرانية لا تمت للواقع بصلة أن يتوقفوا فيضطر المسئول أن ينفذ الحلول السليمة والقائمة على المشاركة المجتمعية فعلا
— أنادي الباحثين والاكاديميين ان يقوموا ببعض الزيارات الميدانية لعلهم يخرجوا من بوتقة البحث والنشر فقط ليخاطبو الواقع المزعج
— أنادي كل من يخطط القرى المصرييه (من بيتهم (أن يوقف هذه المهزلة لأن خط واحد على الخريطة يؤثر في حياة مواطنين غلابة منهم من هو داخل الكردون ومنهم من سيظلم لانه خارج الكردون
— أنادي كل من شارك في الانضمام للعمل العام أن يعيد حساباته .. فالعمل العام في الجمعيات هو مسئولية وليس آليه لصنع المال والارتزاق والشهرة والتربيط وارضاء المسئول للحصول على اعمال جانبية
– أنادي ان لا ندعم او نشارك المحافظ الذي يقترح مشاريع لا تتماشى مع الرؤية المتكاملة لمحافظته ولا تتبع أي مخطط استعمالات اراضي سليم ومتفق مع الاحتياجات الحقيقية للمستخدميين والساكنين
— أنادي كل من يعمل مع كبار المستثمرين أن يقاطع أي تنمية عمرانية غير مستدامة تجور على مواردنا وتحقق مكاسب على المدى القصير فقط
— أنادي بعدم المشاركة في مبادرات الوزارات التي تخدم وزير بذاته ولا تفيد مصر
— أنادي كل من يدعي الاحترافية والخبرة أن يراجع نفسه بصدق ويكتفي بابداء الرأي في القضية التي يلم بها فقط
— أنادي جميع القائمين بمبادرات لتجميع اموال لعمل مشاريع تنموية أو قومية أن يتخذوا المنهج الاحترافي ولا ينقادو للرؤى العاطفية ذات المكاسب القريبة حتى لا يهدروا هذه الموارد … النوايا الطيبة لا تكفي
الم يحن الوقت لنثور على انفسنا ونعمل لدعم المبـادئ العمرانية السليمة …
من المؤكد أن هذا القرار له ثمن وتبعيات … لكن مش هنموت من الجوع…… فلنتوقف عن العمل بالشكل التقليدي ولنأخذ قرار ان نلتزم بمنظومة العمل لتنمية العمران الصحيح المستدام ….. فهل يمكن ان نتوقف للحظة وندرك ان المكسب القريب الشخصي لعمل مشروع أو تقرير أو خطه بما لا يتناسب مع القيم العمرانية السليمة هو في الحقيقة طوبة نضعها في سور كبير يحول دون بناء مصر بشكل سليم .. هذا بالاضافة الى أننا سنسال ونحاسب على اتقاننا للعمل وعن كل ماشاركنا فيه وكان له تبعية سلبية على جيلنا أو على الاجيال القادمة
فلنضع ايدينا معا لنبدأ بأنفسنا ونتجه للعمل بشكل احترافي لنفرض اسلوبنا وقيمنا الصحيحة لبناء مصر
العمل في منظومة العمران لا يعتبر فقط مهنة لانتاج داخل شهري ولكنه يشكل ويرسم شكل ومستقبل البلد وجوده البيئة المشيدة تؤثر بشكل رئيسي في النشء القادم لانها تحكم الفراغ الذي نعيش فيه… شكله… الوانه …نسبة المسطحات الخضراء فيه …درجه الأمان…نسبه المشاركة المجتمعية فيه … مستوى الصيانة ….جودة الهواء….مستوى الضوضاء …. والعديد من معايير الجودة العمرانية
— أعلم ان العشوائيات مشكلة مزمنة وحلها سيكون على المدى الطويل لكن……..في ايدينا أن نمنع عشوائية جديدة من أن تولد
— اعلم أن التعليم الجامعي الهندسي لا يتمتع بصحة جيدة……..لكن ادرك ان هناك كوادر قليلة على مستوى عالمي يمكن أن تبدأ بنفسها
— اعلم ان الفراغ العمراني متدهور……..ولكن اذا وضعنا اليه بسيطة والتزمنا بيها لقدرته سيكون أفضل بكثير
— اعلم ان الممول يتحكم في المنتج بشكل أو باخر………. لكن التزامنا بالاحترافية ورفض الانصياع لما يضحي بالجودة هو الطريق الصحيح للبناء
— اعلم ان هناك خبراء في العمران – منهم من حصل على الدكتوراة من جامعة عالمية – ومنهم من يعمل في دول مختلفة – ومنهم من هو استشاري الوزير – ومنهم من يلقي محاضرات للباحثين – ومنهم من عمل في توسعة الحرم – ومنهم من يظهر في التلفزيون تقريبا كل يوم – ومنهم من هو شديد التدين – ومنهم من هو مسجل في نقابات احترافية عالمية – ومنهم من يجمع بين كل هذا ……..ولكن افتقاد الصدق وافتقاد الايمان بالرسالة يجعل كل هذا يذهب سدى عندما يأمره المسئول بتنفيذ أي مشروع أو خطة مهما كانت تتنافى مع منظومة القيم العمرانية الصحيحة
— اعلم أن فاقد الشيء لا يعطيه…….. لكن ببعض المبادرات البسيطة يمكن ان تؤثر في نطاق بيتك وشارعك ومع جيرانك
— اعلم ان قوانين البناء متعارضة ولا تلبي جميع احتياجات المستخدم ….لكنها محدد موضوع لتحديد الحد الأدنى للجودة ……..فيمكن التحرر منها بدون كسرها وبناء عمران سليم وصحي وعادل حتى للفئة السكانية ذات الموارد المحدودة (مين قال إن ارتفاع الدور 2.70 ومساحة الشقة 63 م …..) المحددات البيئية والاقتصاديه التي تم وضعها من 20 سنة أكيد في حلول لها الآن لبناء فيما يتعدى الحد الأدنى
اعلم انه لا تجد كبسولة لنأخذها بعد الثورة لنصبح أشخاص اخرين نحقق كل المبادئ الجميلة .. ولكن اعلم ايضا أن حجم المحاولات للتغير اقل بكثير مما ينبغي ….
ليس الهدف هنا ه الحكم على الناس أو تفضيل بعضهم على بعض…. ولكن مخاطبة الضمير المهني المحترف المعني بمنظومة القيم العمرانية السليمة …..
ارجو ان تكون هذه الرسالة اثرت في أي من الزملاء والأصدقاء
والا تتركها لتاتبع العمل على نقل سكان بالقوة …..أو بناء ملعب جولف في الصحراء ……أو توطين البدو في بيوت خرسانة …….. أو بناء دور عبادة في منتصف الطريق ……..أو تفجير شعب مرجانية لبناء ممشى ساحلي ………أو تنفيذ قرار محافظ اخذ بدون دراسة ……..أو لبناء قرية سياحية ستستخدم شهر واحد في السنة ……..أو لعمل تطوير فراغ عمراني لمصلحه الممول ……..أو لدعم مشروع يعتمد على انصاف حلول….. أو لعمل أرضية سيراميك لمحطات قطار عريقة …..أو لإنشاء عمارة قبيحة ستقطع شجرة جميلة ……. أو لشراء مبنى اثري لتطويره بالسيراميك والوان الطيف
أتمنى أن لا اكون بكلم نفسي … وكلي ثقة في القلائل الذين يتحدثون اللغة نفسها
امير جوهر
(مواطن يدعي بعض المعرفة بقضايا العمران)